سورة آل عمران - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)}
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبدالله قال: فينا نزلت. في بني حارثة، وبني سلمة {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} وما يسرني أنها لم تنزل لقول الله: {والله وليهما}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد {إذ همت طائفتان} قال: بنو حارثة كانوا نحو أحد، وبنو سلمة نحو سلع.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {إذ همَّت طائفتان} قال: ذلك يوم أحد {والطائفتان} بنو سلمة، وبنو حارثة، حيان من الأنصار هموا بأمر فعصمهم الله من ذلك، وقد ذكر لنا أنه لما أنزلت هذه الآية قالوا: ما يسرنا أنَّا لم نهم بالذي هممنا به وقد أخبرنا الله أنه ولينا.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {إذ همَّت طائفتان} قال: هم بنو حارثة، وبنو سلمة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في بني سلمة من الخزرج، وبني حارثة من الأوس {إذ همت طائفتان} الآية.
وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال ابن عباس: الفشل الجبن والله أعلم.


{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)}
أخرج أحمد وابن حبان عن عياض الأشعري قال: شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض. وليس عياض هذا قال: وقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة... فكتبنا إليه أنه قد حاس إلينا الموت واستمددناه. فكتب ألينا أنه جاءني كتابكم تستمدونني، وإني أدلكم على من هو أعز نصراً وأحضر جنداً، الله عز وجل، فاستنصروه فإن محمداً صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم، فإذا جاءكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني. فقاتلناهم فهزمناهم أربعة فراسخ.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {ولقد نصركم الله ببدر} إلى {ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} [ آل عمران: 124] في قصة بدر.
وأخرج ابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال: بدر بئر.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن الشعبي قال: كانت بدر بئراً لرجل من جهينة يقال له بدر فسميت به.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: بدر ماء عن يمين مكة، بين مكة والمدينة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: بدر ماء بين مكة والمدينة، التقى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون، وكان أوّل قتال قاتله النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر لنا أنه قال لأصحابه يومئذ: إنهم اليوم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي جالوت، وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، وألف المشركون يومئذ أو راهقوا ذلك.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال: كانت بدر متجراً في الجاهلية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {وأنتم أذلَّة} يقول: وأنتم قليل، وهم يومئذ بضعة عشر وثلاثمائة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن أبي حاتم عن رافع بن خديج قال: قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم «ما تعدون من شهد بدراً فيكم؟ قال: خيارنا. قال: وكذلك نعد من شهد بدراً من الملائكة فينا».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال: على كل مسلم أن يشكر الله في نصره ببدر. يقول الله: {لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الزهري قال: سمعت ابن المسيب يقول: غزا النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة قال: وسمعته مرة أخرى يقول أربعاً وعشرين غزوة، فلا أدري أكان وهماً منه أو شيئاً سمعه بعد ذلك؟ قال الزهري: وكان الذي قاتل فيه النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء ذكر في القرآن.
وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة، قاتل في ثمان: يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب، ويوم قديد، ويوم خيبر، ويوم فتح مكة، ويوم ماء لبني المصطلق، ويوم حنين.


{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)}
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز جابر المحاربي يمد المشركين، فشق ذلك عليهم، فانزل الله: {ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف} إلى قوله: {مسوّمين} قال: فبلغت كرزاً الهزيمة فلم يمد المشركين؛ ولم يمد المسلمون بالخمسة.
وأخرج ابن جرير عن الشعبي قال: لما كان يوم بدر بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نحوه إلا أنه قال: {ويأتوكم من فورهم هذا} يعني كرزاً وأصحابه {يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين} فبلغ كرزاً وأصحابه الهزيمة فلم يمدهم ولم تنزل الخمسة، وأمدوا بعد ذلك بألف فهم أربعة آلاف من الملائكة مع المسلمين.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {إذ تقول للمؤمنين} الآية. قال: هذا يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال: أمدوا بألف، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف. وذلك يوم بدر.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله: {بلى إن تصبروا وتتقوا...} الآية. قال هذا يوم أحد فلم يصبروا ولم يتقوا فلم يمدوا يوم أحد، ولو مدوا لم يهزموا يومئذ.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لم يمد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ولا بملك واحد لقول الله: {إن تصبروا وتتقوا} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {إن تصبروا وتتقوا} الآية. قال: كان هذا موعداً من الله يوم أحد عرضه على نبيه صلى الله عليه وسلم، أن المؤمنين إن اتقوا وصبروا أيدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين، ففر المسلمون يوم أحد وولوا مدبرين فلم يمدهم الله.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: «قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ينتظرون المشركين: يا رسول الله أليس يمدنا الله كما أمدنا يوم بدر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} فإنما أمدكم يوم بدر بألف قال: فجاءت الزيادة من الله على أن يصبروا ويتقوا».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ويأتوكم من فورهم هذا} يقول: من سفرهم هذا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال: {من فورهم} من وجههم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن والربيع وقتادة والسدي. مثله.
وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن عكرمة {من فورهم} قال: فورهم ذلك كان يوم أحد، غضبوا ليوم بدر مما لقوا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {من فورهم} قال: من غضبهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح مولى أم هانئ. مثله.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك {ويأتوكم من فورهم} يقول: وجههم وغضبهم.
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {مسوّمين} قال: معلمين، وكانت سيما الملائكة يوم بدر عمائمَ سوداً، ويوم أحد عمائمَ حمراً».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير، أن الزبير كان عليه يوم بدر عمامة صفراء معتمراً أو مُعْتَماً بها فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر.
وأخرج ابن إسحاق والطبراني عن ابن عباس قال: كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاً، قد أرسلوها في ظهورهم. ويوم حنين عمائم حمراً، ولم تضرب الملائكة في يوم سوى يوم بدر، وكانوا يكونون عدداً ومدداً لا يضربون.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى {مسوّمين} قال: الملائكة عليهم عمائم بيض مسوّمة فتلك سيما الملائكة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الشاعر يقول:
ولقد حميت الخيل تحمل شكة *** جرداء صافية الأديم مسوّمة
وأخرج ابن جريرعن أبي أسيد وكان بدرياً أنه كان يقول: لو أن بصري معي ثم ذهبتم معي إلى أحد لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة في عمائم صفر، قد طرحوها بين أكتافهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن عروة قال: نزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق، وكان على الزبير يومئذ عمامة صفراء.
وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة عن عروة قال: نزل جبريل يوم بدر على سيما الزبير، وهو معتم بعمامة صفراء.
وأخرج أبو نعيم وابن عساكر عن عباد بن عبد الله بن الزبير، أنه بلغه أن الملائكة نزلت يوم بدر، وهم طير بيض عليهم عمائم صفر، وكان على رأس الزبير يومئذ عمامة صفراء من بين الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم «نزلت الملائكة على سيما أبي عبد الله. وجاء النبي صلى الله عليه وسلم عمامة صفراء».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عمير بن إسحاق قال: إن أول ما كان الصوف ليوم بدر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسوّموا فإن الملائكة قد تسوّمت. فهو أول يوم وضع الصوف».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال: كان سيما الملائكة يوم بدر الصوف الأبيض في نواصي الخيل وأذنابها.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة في قوله: {مسوّمين} قال: بالعهن الأحمر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مسوّمين} قال: أتوا مسوّمين بالصوف، فسوّم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنفسهم وخيلهم على سيماهم بالصوف.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {مسوّمين} قال: معلمين مجزوزة أذناب خيولهم ونواصيها، فيها الصوف والعهن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {مسوّمين} قال: ذكر لنا أن سيماهم يومئذ الصوف بنواصي خيلهم وأذنابهم، وأنهم على خيل بلق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة {مسوّمين} قال عليهم سيما القتال.
وأخرج ابن جرير عن الربيع قال: كانوا يومئذ على خيل بلق.
وأخرج عبد بن حميد عن عمير بن إسحاق قال: «لما كان يوم أحد أجلى الله الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقي سعد من مالك يرمي، وفتى شاب ينبل به كلما فني النبل أتاه به فنثره فقال: ارم أبا إسحق، ارم أبا إسحق. فلما انجلت المعركة سئل عن ذلك الرجل فلم يعرف».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وما جعله الله بشرى لكم} يقول: إنما جعلهم لتستبشروا بهم ولتطمئنوا إليهم، ولم يقاتلوا معهم يومئذ لا قبله ولا بعده، إلا يوم بدر.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {وما النصر إلا من عند الله} قال: لو شاء أن ينصركم بغير الملائكة فعل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ليقطع طرفاً من الذين كفروا} قال: قطع الله يوم بدر طرفاً من الكفار، وقتل صناديدهم ورؤوسهم وقادتهم في الشر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن {ليقطع طرفاً} قال: هذا يوم بدر، قطع الله طائفة منهم وبقيت طائفة.
وأخرج ابن جرير عن السدي قال: ذكر الله قتلى المشركين بأحد، وكانوا ثمانية عشر رجلاً فقال: {ليقطع طرفاً من الذين كفروا} ثم ذكر الشهداء فقال: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً} الآية.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد {أو يكبتهم} قال: يخزيهم.
وأخرج ابن جرير عن قتادة والربيع. مثله.

17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24